.

العشرات من الشهداء والمئات من المعتقلين ومجازر هدم نفذها الاحتلال، وعشرات الآلاف من المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى المبارك، كانت هذه  أبرز المعطيات المرصودة في التقرير السنوي لمحافظة القدس خلال العام 2024، وهي أعلى سلطة محلية حكومية تمثل القدس.

 

الشهداء وجثامين الشهداء المحتجزة

رصد تقرير المحافظة ارتقاء 33 من الشهداء في حدود محافظة القدس وخارجها خلال العام 2024، منهم: 7 فلسطينيين من خارج المحافظة، و14 فتىً وفتاة دون الـ 18 من العمر، ومن أبرز الشهداء في العام 2024: الشهيد زكريا نجيب، وهو أسير محرر ضمن صفقة وفاء الأحرار وارتقى في غزة، والطفلة وجدان أبو سنينة، التي ارتقت في غزة وهي ابنة الأسير المحرر المبعد إلى غزة، شعيب أبو سنينة، والشهيد التركي حسن سكالانان، وأمّا الطفلة رقية أبو دهوك فهي أصغر الشهداء في القدس وتبلغ من العمر 3 سنوات.

وفي السياق ذاته، وثق التقرير، احتجاز الاحتلال لـ 45 جثمانًا من الشهداء المقدسيين حتى نهاية العام 2024.

المصابون والجرحى

رصدت محافظة القدس الإصابات التي تعرض لها المقدسيون بفعل رصاص الاحتلال ومستوطنيه، وتم رصد 168 إصابة نتيجة إطلاق الرصاص الحيّ والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح، بالإضافة إلى حالات الاختناق بالغاز.

المعتقلون والأسرى والمبعدون

طالت الاعتقالات التي نفذتها قوات الاحتلال خلال العام 2024 حوالي 1287 مقدسيًا من كافة مناطق محافظة القدس: من بينهم 112 طفلًا و65 سيدة.

وأصدرت محاكم الاحتلال 411 حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين: من بينها 280 حكمًا بالاعتقال الإداري “أي دون تحديد تهمة موجه لهم بشكل واضح”.

وخلال العام 2024 رصد التقرير 51 قرارًا بالحبس المنزلي أصدرتها سلطات الاحتلال بحق مواطنين مقدسيين، و102 قرارًا بالإبعاد، منها 52 قرارًا بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك، و8 قرارات بالمنع من السفر.

المسجد الأقصى … اعتداءات واقتحامات

صعّد الاحتلال بمختلف مستوياته من الاستهداف للمسجد الأقصى من أجل تهويده وتغيير هويته، ووثق تقرير المحافظة اقتحام 60,792 مستوطنًا للأقصى و41,001 تحت مسمى “سياحة” خلال الأمر الواقع الذي فرضه الاحتلال.

وخلال أيّام اقتحام الأفصى أدى المستوطنون صلوات وطقوسًا تلمودية، وأدوا الصلوات للأسرى “الإسرائيليين” والجنود القتلى، وارتدى بعضهم الأزياء التنكرية خلال “عيد المساخر”، كما ارتدى بعضهم أداوات الصلاة التلمودية (التفلين)، بالإضافة إلى أداء الصلوات العلنية الجماعية والفردية، ورفع العلم الإسرائيلي، محاولات ذبح القرابين الحيوانية، وحلقات من الرقص والغناء، والنفخ بالبوق، وأداء السجود الملحمي، وإدخال القرابين النباتية، وأداء وصلاة “بركة الكهنة”، وارتداء ملابس “التوبة” البيضاء، وغيرها الطقوس.

وأعلنت شرطة الاحتلال خلال تشرين الأول نيتها بناء مبنى من 3 طوابق قرب باب الحديد-أحد أبواب المسجد الأقصى في طريق الواد بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة، وذلك بموافقة مما يسمى برئيس اللجنة اللوائية الإسرائيلية للتخطيط والبناء، وضاعف الاحتلال من عدد كاميرات المراقبة في محيط المسجد الأقصى قبيل أيام من شهر رمضان المبارك.

الاعتداء على المقدسات المسيحية

رصد تقرير محافظة القدس العديد من الاعتداءات التي نفذها المستوطنون بحق المقدسات المسيحية في القدس، ففي شباط هاجم مستعمِرون راهبًا ألمانيًا وهو رجل الدين الأب “نيقوديموس شنابل”، رئيس الرهبان البندكتان في الأرض المقدسة، واعتدوا عليه بالبصق وشتم السيد المسيح عليه السلام، وذلك خلال سيره في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.

وخلال آذار حرم الاحتلال الآلاف من المسيحيين هذا العام من الوصول إلى القدس لإحياء عيد الفصح المجيد، وفق التقويم الغربي، وعيد “أحد الشعانين” ومسيرة درب الآلام والجمعة العظيمة وسبت النور والمشاركة في الطقوس الدينية.

 ورفض الاحتلال إصدار تصاريح دخول إلى القدس للفلسطينيين المسيحيين من سكان الضفة الغربية إلا بأعداد محدودة وشروط مقيّدة. واعتادت الطوائف المسيحية في كل عام الاحتفال في قلب مدينة القدس حيث يتجمع المسيحيون من كل محافظات الوطن باستثناء الفلسطينيين المسيحيين في قطاع غزة والذين تحرمهم سلطات الاحتلال الفلسطينيين من الوصول للقدس في كافة الأعياد المسيحية، رغم رمزية المدينة وأهميتها.

مجازر الهدم

رصد التقرير 380 عملية هدم وتجريف نفذها الاحتلال، منها: 92 عمليات هدم ذاتي قسري و(259 عملية هدم نفذتها آليات الاحتلال، بالإضافة إلى 29 عملية تجريف.

وسلمت سلطات الاحتلال ما يزيد عن 130 إخطارًا بالهدم في مختلف أنحاء محافظة القدس، في منطقة باب العامود، وبلدات سلوان والجيب وحزما وعناتا وجبع وجبل المكبر وكفر عقب ومخيم شعفاط، وفي تجمع أبو النوار شرق القدس المحتلة، وأحياء البستان وياصول ووادي الجوز، منطقة الخنيدق وراس النادر ببلدة بيت عنان شمال غرب القدس المحتلة.

 وفي أيّار من العام الماضي، أخطرت قوات الاحتلال، بهدم عشرات المحال التجارية على طول الطريق الرابط بين حاجزي جبع وقلنديا العسكريين شمال القدس المحتلة، وجسر يربط بين بلدتي جبع والرام.

التوسع الاستيطاني

بحسب الوارد في تقرير محافظة القدس، فقد صادق الاحتلال على 19 مشروع استعماري جديد، وبدأ بتنفيذ 12 مشروع تمت الموافقة عليها سابقًا، كما أنهت العمل على 4 مشاريع أخرى.