إلى كومة من الركام حول الاحتلال مصادر رزق عشرات المواطنين في بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة.

بين الحجارة المتناثرة وبقايا الصفيح والقضبان المعدنية، يبحث أصحاب منشآت تجارية دمرها الاحتلال فجر الاثنين عن بقايا بضاعة سحقتها الجرافات الإٍسرائيلية.

غرب بلدة حزما وقرب الحاجز العسكري المقام على أراضي المواطنين، ارتكب الاحتلال مجزرة من الهدم بحق 15 منشأة تجارية يعمل بها عشرات المواطنين وذلك بزعم عدم الترخيص.

وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة بعد منتصف الليلة، ونصبت حاجزاً عسكرياً على دوار الشهيد “عريبة”، وحاصرت المنشآت التجارية ومنعت أصحابها من دخول المنطقة إلى حين الانتهاء من عملية الهدم.

المنشآت التي تشمل ورشاً لتصليح السيارات ومحلات لبيع قطع الغيار تقع، تعود ملكيتها للمواطنين عودة جبر الخطيب، ومحمد مصطفى الخطيب، ومحمود جبر الخطيب.

خسائر فادحة
تعمدت قوات الاحتلال ايقاع أكبر خسائر لأصحاب المحلات بمنعهم من إخراج ما تحتويه من بضائع ثمينة وردمها تحت ركام منشآتهم.

وأوضح قصي الخطيب أحد أصحاب المنشآت أنهم تكبدوا خسائر بأكثر من 600 ألف شيقل، معظمها ثمن قطع غيار السيارات التي سحقتها جرافات الاحتلال.

وأضاف خصيب أن الاحتلال اقتحم المنطقة منتصف الليل، وبدأوا بهدم منشآتهم بشكل مباشر دون السماح إزالة البضاعة الموجودة في المحل وتجنب الخسائر الكبيرة.

وتستهدف قوات الاحتلال بلدة حزما بالهدم ومصادرة وتجريف الأراضي واقتحام البلدة واعتقال سكانها.

ويعزل الاحتلال ومستوطناته بلدة حزما عن محيطها الجغرافي الفلسطيني، ويحرم سكانها من الوصول إلى مدينة القدس بشكل كامل بعد بناء الجدار الاستيطاني عام 2004.

وتقع مستوطنة “بزغات زئيف” أكبر المستوطنات في ضواحي القدس على أراضي البلدة، التي يحاصرها من الجهة الغربية مستوطنة “النبي يعقوب”، و”آدم” من الجهة الشمالية، و”علمون” من الجهة الجنوبية الشرقية.

ويقيم الاحتلال حاجزاً عسكرياً رئيسياً على أراضي حزما منذ عام 1990، يفصلها عن بيت حنينا وشعفاط إلى جانب إقامة حواجز دائمة عند مدخليها الشمالي والجنوبي وبوابات حديدية تقطع كل الطرق التي تؤدي للبلدة.

وخلال العام الماضي، هدمت سلطات الاحتلال حوالي 950 مسكنا ومنشأة في الضفة الغربية والقدس، منها 65 مسكنا اضطر أصحابها لهدمها ذاتيًا، كما صدرت أوامر هدم لـ 2290 مسكنا ومنشآت أخرى، وفق معطيات رسمية نشرها مركز أبحاث الأراضي.