وكالة بيت المقدس – وكالات –
تصاعدت وتيرة هجمات الاحتلال الإسرائيلي على الأسرى والمحررين المقدسيين في مدينة القدس المحتلة، وطالت العشرات من عائلاتهم، عبر سلب ملايين الشواكل من حساباتهم البنكية، وفرض غرامات مالية عليهم، بزعم “دعم الإرهاب”.
وتمثلت هذه الهجمة باحتجاز المركبات والحسابات البنكية، ومصادرة المصوغات الذهبية والنقود، واقتحام المنازل وتفتيشها وتخريب محتوياتها، وسط عربدة وتنكيل الاحتلال ضد أسرى القدس داخل سجون الاحتلال. وتعتبر هذه السياسة الإسرائيلية خطوة لتقويض وضع الأسرى والمحررين وعائلاتهم، وحرمانهم من العيش بكرامة، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المقدسيين.
ولم تكتف سلطات الاحتلال بذلك، بل فرضت غرامات مالية بلغت مئات آلاف الشواكل، رغم حجزها على حساب الأسرى المقدسيين والمحررين في البنوك ومصادرة الأموال والمركبات.
ومنذ نحو 10 أيام، شنت قوات الاحتلال حملة غير مسبوقة طالت عشرات عائلات الأسرى والمحررين المقدسيين الذين بلغ عددهم نحو 160 فردًا، وبلغت عائدات الاحتلال منها ملايين الشواكل.
“إجراء ظالم وحاقد”
رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب يقول: إن ”هذا إجراء إسرائيلي ظالم ومجرم وحاقد، فيه سرقة وقرصنة لأموال أبناء شعبنا الفلسطيني”. ويؤكد أبو عصب، أن سلطات الاحتلال تمارس التطرف والحقد على أبناء الشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أن الحملة طالت 160 فردًا، نصفهم من الأسرى والمحررين، والبقية عائلات الأسرى.
من جانبه، يقول مدير نادي الأسير بالقدس ناصر قوس: إن “هذه الهجمة قديمة جديدة انتهجتها حكومات الاحتلال السابقة والجديدة، وتعتبر بمثابة نكبة جديدة بحق الأسرى وأهاليهم في القدس”. ويؤكد قوس، أن الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال على أبناء شعبنا تؤدي إلى عدم الاستقرار بالمدينة، وحرمان الأسرى من مخصصات «الكانتين» داخل سجون الاحتلال، وتؤثر سلبًا على حياتهم وعائلاتهم الاجتماعية والمعيشية، وهي إجراءات عقابية جماعية.
وقبل أيام، اقتحمت قوات الاحتلال عدة منازل أسرى ومحررين، من بينهم عبيدة الطويل، موسى درباس، محمد الفيراوي، أحمد أبو سنينة، والأسير أحمد مناصرة، وغيرهم.
ويوضح الأسير المحرر محمد موسى درباس أن مخابرات الاحتلال اقتحمت منزل والده في قرية العيسوية، وفتشته بدقة وعاثت فيها خرابًا، دون أن تجد أي نقود أو مصاغ ذهبي، وصادرت مركبته. وقضى الأسير درباس 7 سنوات وشقيقه حكيم 5 سنوات في سجون الاحتلال، ولم تكتف سلطات الاحتلال بذلك، بل فرضت على حكيم دفع غرامة مالية قيمتها 77 ألف شيكلًا، وحجزت على الحساب البنكي لمحمد، وفرضت عليه دفع غرامة قيمتها 87 ألف شيكلًا.
ويقول درباس: إن ”حملة الاقتحامات والحجوزات والمصادرة شملت 34 أسيرة وأسيرًا مقدسيًا ومحررًا وزوجة وأم وأب أسير من العيسوية، وبلغت قيمة الغرامات التي فرضت عليهم ما بين 16 ألف، حتى 139 ألف شيكلًا، وعلى مستوى القدس أعلاها 277 ألف شيكلًا”.
كما حجز الاحتلال على الحساب البنكي للأسيرة المحررة ٌيمان الأعور وصادر أموالها، فيما طالب الأسير المقدسي مجدي الزعتري بدفع تعويض للمستوطنين بقيمة 34 مليون شيكلًا، علمًا أنه أسير منذ عام 2003، ومحكوم بالسجن المؤبد.
وتفاجأت عائلة الفيراوي باقتحام مخابرات وشرطة الاحتلال منزلها في الجالية الأفريقية بالبلدة القديمة، وتفتيشه بدقة وتخريب محتوياته، فيما لم يجدوا نقودًا في المنزل.
وتبين والدة الأسير المحرر محمد الفيراوي أن سلطات الاحتلال حجزت على الحساب البنكي لزوجها حسن بقيمة 107 آلاف شيكلًا، رغم أن المبلغ عبارة عن مستحقات التقاعد من عمله في بلدية القدس.
وتلفت الفيراوي، في حديث معها، إلى أن الاحتلال فرض الحجز على مركبة زوجها ومركبة نجله لأنها مسجلة باسم نجلها الأسير، وفرض غرامة عليه بقيمة 107 آلاف شيكلًا.