خالد عودة الله – باحث مقدسي

في العام 1971 أصدرت غولدا مئير قراراً بهدم قرية النبي صموئيل وتهجير أهلها بعد أن وقفت على جبل النبي صموئيل، أعلى جبال القدس مطلّة على المشهد الأخاذ، لتقول في جلسة الحكومة بعدها “بالرغم من بعض الاشكاليات إلا أن هذا المكان مناسب جدا لبناء “سافيون” ثانية”، و”سافيون” مستوطنة أقيمت في العام 1951 على أنقاض قرية العباسيّة – قضاء يافا  للطبقة البرجوازية العليا من الصهاينة وهي أغنى مستوطنات الكيان حتى اليوم.

وينقل التاريخ الشفوي لريف القدس الشمالي حادثة في بداية العام 1971، بأنّ قروية كانت تركض صاعدة طريق القرية نحو القدس حاملة رضيعها المحموم إلى طبيية الأطفال الأرمنية “كريكشيان” على مفرق “التلّة الفرنسيّة” أو مفرق كركشيان” كما عرفه أهل المنطقة، وبينما هي تتلفت ملهوفة مرت بها قافلة عسكرية قادمة من جبل النبي صموئيل، وفجأة وقفت القافلة بمحاذاتها وفُتحت سيارة “سيفيل” نافذة مركبتها وأطلت من خلفها عجوز طلبت من أحد مرافقيها سؤال القروية عن لهفتها؟ ومن ثمّ فتحت باب سيارتها ودعتها للصعود لتوصلها للطبيبة، بعد صراع نفسي كثيف وخوفا على رضيعها الباكي المحموم ، صعدت القروية في السيارة وجلست بجانب العجوز ولما وصلت شارع القدس- رام الله طلبت أن تنزل من السيارة بسرعة، ولما عادت الى القرية كانت الخبر قد انتشر بأن اليهود خطفوها ورضيعها قبل أن تبدده بسرد الحكاية العجيبة!


ستتعرف القروية بعد حين على صورة “التشّرنيبة”( الشمطاء) كما كانت تسميها، ذات الأنف الكبير  ” قد تشّوز الصبر” ( بحجم كوز فاكهة الصبر) كما كانت تصفه، بأنها ليست سوى غولدا مئير، وأما الرضيع المحموم فسينجو، وسيكبر، وسيسجن وستغويه معرفة العدو عن قرب،
وسيصبح متيّما بجبل النبي صموئيل!