تقع بلدة العيزرية في الجنوب الشرقي لمدينة القدس المحتلة لا يفصلها عن المسجد الأقصى سوى حي رأس العمود، عزلها جدار الفصل العنصري عن مدينة القدس عام 2002، ويبلغ عدد سكانها حاليا 40 ألف نسمة يقيمون على 2600 دونم، سميت بالعيزرية نسبة لنبي الله عزير الذي أماته الله 100 عام ثم بعثه كما ورد بكتاب الله.
حاصرها الاحتلال بإقامة مستوطنة معاليه أدوميم من الشرق ومصادرة 7500 دونم من أراضيها لصالح الاستيطان والشوارع الالتفافية وجدار الفصل العنصري يحاصرها غربا، ويمنع الاحتلال أي توسع عمراني للعيزرية وتحديدا بالجهة الشمالية الغربية.


الأزمة المرورية الدائمة
منذ سنين تعاني العيزرية من أزمة مرورية خانقة ودائمة كونها الممر الوحيد الذي يربط شمال الضفة بجنوبها بعد أن أحكم الاحتلال قبضته على الضفة الغربية واغلق كافة الطرق الواصلة بين جنوب الضفة وشمالها ليحصر بذلك ويتحكم بتنقلات قرابة 3 ملايين فلسطيني من الشمال والجنوب من طريق وادي النار الذي يمر من أراضي العيزرية، هذا الطريق رغم ما يفتقده من كافة شروط الأمان المروري بتعرجاته المتطرفة وضيقه ينتهي بمفرق طرق يفصل بين العيزرية ومستوطنة معاليه أدوميم أكبر مستعمرات الضفة.

وعن الحلول يتحدث السيد محمد حسن مطر عضو مجلس بلديه العيزرية بأن الاحتلال هو المتسبب الأول بهذه الأزمة بإغلاقه للطرق بين الشمال والجنوب، وبمنعه الفلسطينيين استعمال طريق التفافي يصل المستوطنون ببؤر استيطانية مثل مستوطنة “كيدار” المقامة على أراضي العيزرية وأبو ديس باتجاه الجنوب الشرقي.

محمد حسن مطر – عضو مجلس بلدية العيزرية

أزمة المياه الخانقة
تحتوي البلدة على ست آبار ارتوازية يمنع الاحتلال استغلالها إضافة إلى بئر وادي الحوض، بعد أن سرق الاحتلال تلك الآبار ومنع استفادة أهالي العيزرية منها، تقوم شركة (جيحون الاسرئيلة) بتمرير حصص المياه لما يكفي لعشرون ألف نسمة في حين يبلغ عدد سكان البلدة 40 ألف نسمة بالإضافة للتجمعات البدوية وأجزاء من بلدة أبو ديس.
والمطلوب لتفادي انقطاع المياه عن سكان بلدية العيزرية يوضح السيد مطر هو زيادة كمية المياه وزيادة الضغط للوضع الطبيعي “20-24” بار، بدل ضغط “3-4” بار إذ إن كمية المياه التي تحصل عليها العيزرية من “جيحون” 2000-2600 “كوب يومي وألف كوب من بئر وادي الجهير في أبو ديس تفقد منه البلدية 49 % بين فاقد ومسروق.

ويكمل السيد محمد مطر” أبو حسن “بانت الحلول المتاحة بعد أن كبلتنا الاتفاقيات مع هذا الاحتلال هو باستغلال آبارنا ومياهنا وعدم الاستسلام إلى عنصرية شركة” جيحون “فهذه المياه والاستفادة منها حق مشروع لنا.

المشاكل العائلية والسلم الأهلي
لا يكاد يمر يوم أو يومان حتى تندلع مشكلة عائلية بالبلدة، بأغلب الأحيان يفقد رجالات الإصلاح القدرة على احتوائها وسرعان ما تتحول إلى تبادل للنيران والإحراق والتخريب، مثلها بذلك مثل بقية مدن الضفة الغربية جراء العبث الممنهج من قبل المحتل بأشكال كثيرة من العلاقات الاجتماعية الناظمة لمجتمعنا.
تصنف العيزرية على أنها منطقة- ب- بناء على الاتفاقيات بين منظمة التحرير وكيان الاحتلال، وهذا يعني أن تواجد الشرطة الفلسطينية فيها تواجد رمزي، وعلى الرغم من افتتاح مغفر للشرطة الفلسطينية بعدد أفراد لا يتجاوز أصابع اليد ليس بمقدوره الحفاظ على السلم الأهلي من العبث.



واختتم السيد محمد مطر عضو بلدية العيزرية بان البلدية منذ لحظة انتخابها طرحت على الطاولة موضوع السلم الأهلي لأهميته الكبيرة، فعملت على افتتاح مغفر للشرطة الفلسطينية للحد من المشاكل العائلية وضبط الأمور وفق عاداتنا وتقاليدنا التي تنبذ الفرقة والاحتراب، ونأمل أن نستطيع مستقبلا من الحد من هذه الظاهرة بالتعاون ما بين البلدية والوجهاء وخطباء المساجد والجهات الأمنية الفلسطينية.