100 يوم مرت على تفجير المقاومة الفلسطينية لمعركة طوفان الأقصى بعد تصاعد اعتداءات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى، وتجاه الأسرى في سجون الاحتلال، والتي بدء الاحتلال منذ ساعاتها الأولى بعدوان غير مسبوق على قطاع غزة.
ولم تتوقف تبعات وتداعيات طوفان الأقصى عند غزة والمستوطنات في “غلافها” إذ بدأت معالم معركة موازية في القدس، التي بدأ الاحتلال بعدوان موسع عليها، ولكن بأساليب مختلفة، فيما انخرط أهل القدس ومن معهم أهالي الضفة الغربية في طوفان الأقصى إسناداً لأهل غزة ومقاومتها وفي سعيٍ منهم لتوحيد ساحات المواجهة في (الطوفان).
حصار المسجد الأقصى
فرض الاحتلال، ومنذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى بتاريخ 7/10/2023 حصاراً مطبقاً على المسجد الأقصى، وتم تعزيز وجود قوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط المسجد وعلى أبوابه والطرق المؤية له، وتم نصب العديد من الحواجز هناك.
ومنع الاحتلال دخول الشبان، دون سن الـ 60 عاماً من دخول الأقصى، وفرض قيوداً على دخول كبار السن، ومنع عشرات آلاف المصلين من أداء صلوات الجمعة فيه حيث تراوحت أعداد المصلين أيام الجمع بين 3000 و15000 مصلِ، بينما كانت تتجاوز 50000 قبل الحصار.
المئات من المعتقلين
صعّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تطبيق سياسية الاعتقال وتقييد الحرية بحق المقدسيين خلال الـ 100 يوم الماضية، إذ اعتقلت قوات الاحتلال المئات وحولتهم للاعتقال الإداري، ووجهت لآخرين “تهماً” تتعلق بما يعرف بـ “التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ورصدت وكالة بيت المقدس الإخبارية ووثقت أكثر من 1700 حالة اعتقال نفذها الاحتلال في القدس، وطالت المقدسيين والمقدسيات، منذ بداية معركة طوفان الأقصى.
القدس تشارك في طوفان الأقصى
ولأن معركة طوفان الأقصى انطلقت من أجل تصاعد اعتداءات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى، كان من الطبيعي أن تسعى القدس وأهلها للانخراط في المعركة من يومها الأول، فاشتعلت نقاط المواجهة والاشتباك مع الاحتلال في العديد من المناطق في القدس، مثل: مخيم شعفاط، وسلوان وجبل المكبر، وشهدت أبو ديس والعيزرية ومخيم قلنديا إطلاق نار تجاه قوات الاحتلال.
وبدأ الشهيد خالد المحتسب العمليات النوعية في القدس المحتلة، بعملية اشتباك مع قوات الاحتلال في محيط باب الساهرة في 12/10/2023، فيما نفذ الفتى محمد الفروخ عملية (من بلدة سعير في الخليل) عملية طعن في ذات المنطقة بعد أقل من شهر عليها.
وخاض الشهيد نبيل حلبية اشتباكاً مع قوات الاحتلال الخاصة في أبو ديس، امتد لـ 6 ساعات واستخدمت فيه الأسلحة الرشاشة ليرتقي شهيداً، ويختطف الاحتلال جثمانه.
وخلال “الهدنة الإنسانية” المؤقتة نفذ 3 شبان من مدينة الخليل، وهم: عبد العفو وعبد القادر القواسمي، وحسن قفيشة، عملية إطلاق نار في محيط حاجز النفق، جنوب القدس المحتلة، تكتم الاحتلال على خسائره فيها، وتبعهم الشقيقين إبراهيم ومراد نمر (الأسير السابق في سجون الاحتلال)، في عملية دهس وإطلاق نار مزدوجة في مستوطنة “راموت”، شمال القدس.
وشهدت نهاية العام 2023 تنفيذ الشهيد أحمد عليان لعملية طعن في محيط حاجز مزموريا، جنوب شرق القدس المحتلة.
المقاومة تحرر أسيرات القدس وأشبالها
في اليوم 49 لعملية طوفان الأقصى بدأت “هدنة انسانية” استمرت 7 أيام، وتخلل إبرام صفقة تبادل بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال وتم بموجبها الإفراج عن 21 أسيرة مقدسية و53 فتى مقدسي أسير، ومن بين من تم تحريرهم في الصفقة أصغر أسيرة مقدسية وفلسطينية، وهي الأسيرة نفوذ حماد، من حي الشيخ جراح، والأسيرة الجريحة إسراء جعابيص، والأسيرة مرح باكير، والمرابطتان هنادي الحلواني وخديجة خويص.
شهداء وجثامين محتجزة
قدمت القدس خلال الـ 100 التي مرت على معركة طوفان الأقصى 34 شهيداً، منهم 3 من الأسرى المحررين ضمن صفقة وفاء الأحرار، والمبعدين إلى غزة، وهم: محمد حمادة، الناطق باسم حركة (حماس) حول القدس، والأسيران الشقيقان عبد الناصر وطارق الحليسي، منفذا عملية ساحة البراق، في العام 1986.
ولا زالت سلطات الاحتلال تحتجز جثامين 13 شهيداً مقدسياً منهم: الشقيقان ابراهيم و مراد نمر، والزوجان محمد وضحى أبوعيد، والطفلة رقية أبو داهوك 3 سنوات، إذ ارتقى أبو عيد وزوجته وطفلته برصاص الاحتلال على حاجز بيت إكسا، شمال غرب القدس.