مع اقتراب موعد انتخابات بلدية القدس الاحتلال، لا تزال القدس عصيةً على محاولات الاختراق والأسرلة من قبل الاحتلال الصهيوني ووكلائه، ولا تزال الحالة الشعبية المقدسية صامدةً في وجه أمواج التطبيع.

صباح يوم الاثنين، 14/8/2023، تناقلت بعض وسائل التواصل الاجتماعي ما صرح به المحامي وليد أبو تايه، أمام شخصيات وطنية وازنة، عن قائمة انتخابية خاصة به تضم أسماء العديد من المقدسيين؛ لتنفجر بعدها حالةٌ من السخط والرفض من قبل المقدسيين لفكرة المشاركة بانتخابات بلدية الاحتلال ابتداءً.

لم تتوقف مثل هكذا خطوة عند حدود رفض الانخراط في انتخابات تشرعن وجود الاحتلال في القدس، بل كشفت تلك الحالة عن تزوير وتدليس قام به المدعو أبو تايه، عبر ادعائه مشاركة عدد من المقدسيين ضمن قائمته الانتخابية، لتمتلئ بعدها مجموعات التواصل الاجتماعي ببيانات النفي القاطع للمشاركة في انتخابات الاحتلال في القدس، وامتد الأمر ليصل إلى تأكيد الدعوة لمقاطعة انتخابات بلدية الاحتلال في القدس.

وكالة بيت المقدس ومن خلال تتبعها لما جرى اليوم في القدس، رصدت عدداً من البيانات التي نفت الانتماء لقائمة أبو تايه، وطالبت بمقاطعة الانتخابات.

ومن تلك البيانات، بيان أحد افراد عائلة زغيّر، الذي نفى أي مشاركة في قائمة أبو تايه، وجاء فيه: ” إنني أنفي ذلك جملة وتفصيلاً واتهم المدعو وليد أبو تايه بمحاولة تشويه اسم والدي، والزج به ضمن هذا العمل الخياني، المدعو ابو تايه يريد تصوير نفسه على أنه امتداد لإرادة شعبية تطالب بالانخراط في بلدية الاحتلال، وهذا والله بعيد عنه بعد السماء عن الارض، وستبقى القدس إسلامية عربية رغم محاولات الاحتلال واذنابه للنيل من هويتها”.

أمّا عائلة القيق، فقد جاء في بيانها النافي لمشاركة أحد أبناءها في انتخابات بلدية الاحتلال: “إنّ البلدية المقامة على أرض القدس المحتلة هي جزء لا يتجزأ من المؤسسة الصهيونية التي تحتل أرضنا وتدنس مقدساتنا وتقتل وتحاصر أبناء شعبنا، وإنّ المشاركة في انتخابات هذه البلدية حرام شرعاً، وهو يتعارض مع كل القيم والأعراف الوطنية”. وأكدت عائلة صبيح عن موقفها الثابت الرافض للمشاركة في انتخابات الاحتلال، إذ قالت في بيانها، الذي نفى مشاركة احد من أبنائها ضمن قائمة أبو تايه: “ولن نكون في يوما من الأيام جزء من هذه المؤسسة التهويدية العنصرية الاحتلالية، ونجدد النفي القاطع والكامل باي علاقه لنا بالأسماء التي ذكرت أو بأي قائمه تخص المرشحين واسمائهم التي ذكرت باي شكل من الأشكال”.

في المشهد الإجمالي في هذا اليوم، لا يزال المقدسيون يثبتون في كل جولة من جولات معارك الأسرلة والخيانة والاختراق، أنّ كل خطوة للأمام في هذا المسار، ستقابل بالمزيد من التحرك من الشعبي بكافة أشكاله، لتبقى البلاد لملحها وأوتادها.

وبالعودة إلى وليد أبو تايه، فهو محامٍ من مدينة الناصرة، قدم إلى القدس منذ عدة سنوات، وبدأ بالعمل ضمن عدة حملات سحب المقدسين للانخراط ببلدية الاحتلال تحت حجج واهية يرفضها المقدسيين بكل توجهاتهم، وهو ما يضع العديد من علامات الاستفهام حول هذا الرجل وأهدافه.