أفادت معطيات رسمية صادرة عن محافظة القدس، أنّ النصف الأول من العام الجاري (2024) شهد استمراراً في جرائم الاحتلال والمستوطنين في القدس.
وذكرت في تقريرها، الذي وصل بيت المقدس الإخبارية، أن 25054 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى، منذ مطلع العام الجاري.
الشهداء والإصابات
بيّن تقرير محافظة القدس، أن 23 شهيدًا ارتقوا في محافظة القدس، بينهم 5 من خارج القدس منهم سائح تركي، و10 أطفال أصغرهم الطفلة رقية أبو داهوك (3 أعوام)
وذكر التقرير ارتقاء الطفلة جنان أبو اسنينة، والأسير المحرر والمبعد إلى قطاع غزة زكريا نجيب خلال قصف الاحتلال وحربه المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
ولفت تقرير المحافظة، النظر إلى مواصلة سلطات الاحتلال احتجاز جثامين (41) شهيداً مقدسياً حتى نهاية النصف الأول من العام 2024، في الثلاجات ومقابر الأرقام.
ووفق التقرير، أصيب 79 مقدسياً جراء اعتداءات الاحتلال والتي شملت إطلاق الرصاص الحيّ والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح بالإضافة إلى حالات الاختناق بالغاز.
اعتقالات وأحكام جائرة
رصدت محافظة القدس 708 حالات اعتقال، خلال النصف الأول من العام 2024 من بينهم 73 طفلاً و 37 سيدة. وأصدرت محاكم الاحتلال 205 حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، من بينها 135 قرار اعتقال إداري، وأعلى الأحكام كانت بحق الأسير المقدسي رشيد الرشق لمدة 13 عاما و10 أشهر.
ولوحظ ارتفاع في وتيرة الأحكام بالسجن الفعلي؛مقارنة بذات الفترة من الأعوام السابقة، إذ سجل النصف الأول من عام 2021، 64 حكمًا منها 25 قرارًا بالاعتقال الإداري.
وأما في النصف الأول من عام 2022، 133 قرارًا منها 36 قرارًا بالاعتقال الإداري، وجاءت الأحكام في النصف الأول من العام 2023، 192 حكمًا منها 76 اعتقالًا إداريًا.
ورصد التقرير ، 28 قرارًا بالحبس المنزلي أصدرتها سلطات الاحتلال خلال النصف الأول من العام 2024. بالإضافة لـ 54 قرارًا بالإبعاد؛ 31 منها عن المسجد الأقصى، إلى جانب 5 قرارات بالمنع من السفر.
الهدم والتجريف
خلال نصف العام الأول، بلغ عدد عمليات الهدم والتجريف في محافظة القدس 127 عملية، منها 42 عملية هدم ذاتي و73 عملية هدم نفذتها آليات الاحتلال، إضافة إلى 12 عملية تجريف.
الاعتداءات على الأقصى
أحصى تقرير محافظة القدس اقتحام 25054 مستوطناً للمسجد الأقصى، فيما اقتحم 19118 تحت مسمى “سياحة”.
وأدى مقتحمو الأقصى صلوات وطقوسًا تلمودية، وارتدو الأزياء التنكرية خلال اقتحامهم المسجد المبارك في أيام “عيد المساخر”.
وواصلت سلطات الاحتلال حصارها على المسجد الأقصى والذي فرضته منذ السابع من شهر تشرين الأول الماضي من خلال تقييد دخول المصلّين إليه.
وبرزت مظاهر الحصار من خلال تمركز قوات الاحتلال على أبواب الأقصى، ووضع السواتر الحديدية، وتوقف الوافدين ومحاولة عرقلة ومنع دخولهم إلى المسجد.
وخلال النصف الأول من العام الجاري ضيّقت قوات الاحتلال على المصلّين خلال أيام الجمع وواصلت فرض تقييدات على حرية العبادة ودخول المصلّين إلى الأقصى، ونصبت الحواجز على أبواب الأقصى وعلى مداخل وطرقات البلدة القديمة والأحياء القريبة منها، واعتدت على المصلين بالضرب والدفع والاعتقال.
وحددت سلطات الاحتلال أعداد المشاركين المسموح لهم بمرافقة الجثمان وحمله والصلاة عليه في “الجنازة”، داخل الأقصى، إذ تم تحديد عدد الأشخاص المسموح لهم بالدخول بـ 10 أشخاص كحد أقصى.
وفي شهر رمضان حرم الاحتلال المصلّين من الضفة الغربية من الوصول إلى المسجد الأقصى إلا عبر قيود: منها العمر إذ تم تحديده، الرجال فوق 55 عاما والنساء فوق 50 عاما، وإصدار تصاريح خاصة للصلاة تنتهي في الساعة الخامسة مساء أي يتمكن المصلي من أداء صلاة الظهر والعصر، ويجبر على مغادرة القدس قبل أداء صلاة المغرب وصلاتي العشاء والتراويح.
وأشار التقرير إلى اقتحام قوات الاحتلال المسجد القبلي أكثر من مرة، خلال رمضان، حيث أخرجوا المعتكفين بداخله، لا سيّما في الأيام التي سبقت وتزامنت مع ما يسمّى عيد “المساخر”.
الاعتداءات على المقدسات المسيحية
بين تقرير محافظة القدس، أن الاحتلال واصل اعتداءاته على أماكن ومقدسات مسيحية، ففي 3 شباط هاجم مستوطنون راهباً ألمانياً خلال سيره في البلدة القديمة بالقدس، إذ اعتدوا عليه بالبصق وشتم السيد المسيح عليه السلام.
وخلال آذار حرم الاحتلال آلاف المسيحيين، هذا العام، من الوصول إلى القدس لإحياء عيد الفصح المجيد، وعيد “أحد الشعانين” ومسيرة درب الآلام والجمعة العظيمة وسبت النور والمشاركة في الطقوس الدينية.
وفي 3 أيّار شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها ونصبت الحواجز الحديدية بهدف التضييق على المسيحيين الذين يحيون الجمعة العظيمة “الحزينة”.
وفي 4 أيّار نشر الاحتلال حواجز في طرقات البلدة القديمة وأبوابها بالقدس المحتلة للتضييق على المسيحيين بمناسبة الاحتفال بـ “سبت النور”.
وعرقلت قوات الاحتلال وصول المقدسيين المسيحيين إلى كنيسة القيامة، وضيقت عليهم في احتفالهم بـ “سبت النور”، واعتدت عليهم، واعتقلت حارس القنصل اليوناني من داخل الكنيسة.
وخلال حزيران سلّمت بلدية الاحتلال رؤساء كنائس في القدس ويافا والناصرة والرملة قرارًا بأنها ستتخذ بحقهم ما سمتها بإجراءات “قانونية” بسبب عدم دفع الضرائب العقارية (الأرنونا)، وذلك بما يتعارض مع اتفاقية الوضع القائم والقوانين الدولية.
الاستيطان
صادقت سلطات الاحتلال على 13 مشروع استيطاني جديد، بالإضافة إلى الشروع بتنفيذ أكثر من 9 مشاريع تمت المصادقة عليها في وقت سابق، كما أنهت سلطات الاحتلال العمل على مشروعين آخرين.
استهداف محافظ القدس
واصلت سلطات الاحتلال فرض قرار الحبس المنزلي المفتوح بحق محافظ القدس عدنان غيث، والذي بدأ منذ الرابع من آب عام 2022 دون تحديد فترة زمنية لانتهاءه، كما جدد الاحتلال قرار إبعاد المحافظ غيث عن الضفة الغربية مدة 4 أشهر.