هيئة التحرير


نشرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس مقطعًا مصوراً لجندي صهيوني سابق يدعى “يائير باراك” وهو يسلم مفتاح باب المغاربة، أحد أبواب الجدار الغربي للمسجد الأقصى، بعد 56 عامًا على سرقته إلى مدير عام الدائرة الشيخ عزام الخطيب.

جرى ذلك يوم الخميس الماضي خلال العدوان على الأقصى والقدس في الذكرى العبرية لاحتلال القدس تزامنا مع ما يسمى مسيرة الأعلام.


لكن نشر هذا الخبر والفيديو المصور يجب أن يكون محل نقد وتساؤل لا احتفاء:


أولاً: هل كانت جريمة هذا الجندي عمل فردي ليبيضها بتصحيح فردي؟ هل بات ما يسمى باليسار الصهيوني جيداً ومقبولاً وهو العدو الأخطر والأشد تدميراً ونكاية لأنّ بعض أفراده أتيح لهم اليوم أن يظهروا بمظهر الحمل الوديع بعد أن شاخوا وظهر من هو أعلى منهم صوتاً؟


ثانياً: ما علاقة دائرة الأوقاف بذنوب هذا الجندي ومحاولة تصحيحها ليجري استقباله وتبييض صفحته بهذه الطريقة؟ أليس موقفها الرسمي عدم الاعتراف بالاحتلال ومحاكمه ولذلك تتخلى عن حراسها وموظفيها حين يحاكمون؛ والآن يتم استقبال جندي سابق شارك في احتلال الأقصى وكأنه من كبار الضيوف؟


ثالثاً: السيطرة على باب المغاربة كانت قراراً لحكومة الاحتلال وليس صدفة لأنّ جندياً أخذ المفتاح في جيبه! فماذا بعد الآن؟ هل عاد باب المغاربة تحت مظلة الأوقاف؟ هل توقفت الاقتحامات؟ فما فائدة الترويج لهذا الحدث ما دام كل ذلك لم يحصل؟!


ختاماً، ولتضح الصورة أكثر، في وقت سابق وخلال محاضرة في معهد “فان لير” الصهيوني “اليساري”، وقف أحد الفلاسفة الصهاينة مقترحاً “الكرم الصهيوني” حلاً للصراع، بمعنى أن يعطي الصهيوني ويتنازل عن حقه في الأرض والبلاد للفلسطيني، وكأن لليهود أو الصهاينة حق تاريخي في فلسطين، سيتجاوزه هذا “الفيلسوف” ويتعالى على السرديات القومية المتصارعة على الأرض!!!


في الخلاصة، لا يمكن اعتبار إعادة المفتاح إلا فعل استعماري كما أخذه، ومن وقف مبتسماً لتسلمه من الجندي الصهيوني رضي أن يتقمص دور المتلقي للكرم الصهيوني بجهالة لا تليق بمسؤول عن بقعة من الأرض تتطاحن عليها أمم الأرض حرباً وفكراً.