
خالد عودة الله
على أبواب الذكرى ال 75 لنكبة فلسطين عام 1948، ما زالت دروس النكبة لم يتم استيعابها الى اليوم، بالرغم من الكم اللانهائي من الكتابات والخطابات حولها.
أريد أنّ أسلط الضوء على قضية مدرسة اليتيم العربي – بيت حنينا (عطروت) من زاوية أحد هذه الدروس التي لم نتعلمها إلى اليوم، ألا وهو أنّ: النكبة لم تكن خسارة بالضربة القاضية بل بالنقاط أساسًا، أي أنّ نتيجة حرب النكبة الكارثية 1948 كانت محصلة لمجموعة من المعارك الصغيرة في كل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والمؤسساتية والسياسية وصولًا إلى العسكرية، تراكمت هذه النتائج لتشكل في محصلتها النكبة.
اليوم الكل يصرخ ويخطب حول القدس وعروبة القدس والحفاظ عليها، بينما الممارسة الفعلية على الارض في كثير من المواقع والحالات هي النقيض لهذا الخطاب العالي. من هنا فإنّ أزمة مدرسة اليتيم العربي هي امتحان واقعي لاتساقنا مع الخطابة، وقدرتنا جميعا على حلّ هذه الأزمة التي تهدد صرحاً تاريخيا ومؤسسة تعليمية عريقة ووجودا فلسطينيا في قلب مستوطنة، وأحد المواقع المهمة للحفاظ على عروبة القدس.
المسألة هنا ليست في تحميل هذا الطرف أو ذاك المسؤولية بقدر ما هو الاشارة إلى فشلنا الجماعي في محاصرة هكذا أزمة وحلها قبل أن تتفاقم ومن ثمّ تصبح المدرسة فردوسا مفقودا آخر نتباكى عليه وننظم به الأشعار! وأما العناوين المكررة لهذا الفشل من زمن النكبة فهي: الاستبداد والتسلط القيادي الإداري،الانفصال عن الواقع والعيش في عالم الاحلام والتمنيات، ادارة الأزمات الداخلية بمنطق الصراعات الصفرية …
واهم من يظن أنه إذا فشل في امتحان الحفاظ على مؤسسة تهددها المصادرة والتصفية قادر أنّ يحافظ على عروبة القدس أو مواجهة الماكينة الاستعمارية الصهيونية الشرسة في كل جوانب الحياة، وهذا الكلام موجه لنا جميعًا .
( مع التقدير لكل الجهود والنضالات التي أبقت على هذه المعركة حيّة ومفتوحة)