وكالة بيت المقدس للأنباء – وكالات
تعتبر أكثر المناطق ارتفاعا في القدس، ويمكن من سطحها رؤية كل معالم المدينة، قلعة القدس المهددة بالتهويد التي يمكن للزائر الدخول إليها من باب الخليل، الذي هو جزء منها.
تقع القلعة في الجهة الغربية من مدينة القدس القديمة التي بنيت ودمرت عدة مرات على مدار العصور الطويلة التي مرت بها، شيد الرومان قلعة القدس لتحصين المدينة ويعتبر هيردوس الروماني هو المؤسس الأصلي للقلعة لتحصين النقطة الأضعف في المدينة، وقد أضاف اليها توسعات عديدة وأبراجا عسكرية، حتى أصبحت مركزا لإدارة المدينة في عهد الدولة العثمانية.
خضعت القلعة على مدار عصور طويلة وصولا للعهد العثماني لعدد من الترميمات والبناء الحالي يعود للعصور الأيوبية والمملوكية وقد تعرضت كثيرا للانهيارات بفعل الزلازل والحروب.
في داخل القلعة المسجد الشرقي ويعود للفترة العثمانية والمسجد الغربي الذي يعود للفترة المملوكية وقد رمم في عهد الدولة العثمانية، وللأسف لا تقام فيهما الصلاة الآن.
اهتم البريطانيون بالقلعة أيضا ورمموها أكثر من مرة وكانت قد حولت إلى مركز ثقافي وفني الذي رفضه المجلس الإسلامي الأعلى، الذي تولى الإشراف عليها حتى 1926م. وبعد زوال الانتداب البريطاني عن فلسطين، آلت قلعة القدس إلى عهدة الجيش العربي الأردني، الذي اعتبر أن هدف القلعة الأساسي والاستراتيجي هو الدفاع عن عروبة القدس وهويتها؛ فأعاد مساجدها للعمل.
ووفقا لروبين أبو شمسية، الباحث في شؤون القدس، في عام 1956 بدأت جهود ومقترحات للبدء في إجراء إصلاحات القلعة نفذتها الحكومة الأردنية ولكن احتلال عام 1967 أجهض كل المحاولات، وبدأ الاحتلال حفرياته الواسعة أسفل منطقة الأقصى ومنطقة القلعة للبدء بالترويج لفكرة التهويد والرواية الجديدة حتى افتتحت متحفا خاصا بالقلعة في عام 1989م يحكي تاريخها الطويل، ولكن وفقا للرواية اليهودية.
وفي سنة 1956م أرسل قائد لواء الأميرة عالية كتاباً إلى الأوقاف طالباً إجراء إصلاحات فيها؛ إلا أنّ هذه الجهود أجهضت إثر عدوان عام 1967م الذي كان احتلال مدينة القدس أحد نتائجه الوخيمة على الأمة؛ فقد أتاح فرصة كبيرة لإجراء الحفريات الواسعة التي تخدم فكرة التهويد وتزوير التاريخ العربي الإسلامي الأصيل للمدينة؛ ولتحقيق ذلك؛ افتتح الاحتلال فيها متحفاً في شهر نيسان (أبريل) 1989م.
وأطلق الاحتلال على القلعة اسم قلعة داوود وعلى واحدة من مآذنها الثلاثة أيضا والتي تعود إلى العصر المملوكي، لتكون القلعة هدفا للتهويد كغيرها من الأماكن التاريخية في المدينة. وقد غير الاحتلال اسم برج فصايل إلى برج داوود الأمر الذي يمكن أن يكشف كذب الرواية اليهودية. وقد حول الاحتلال القلعة الى متحف ليعرض روايات الاحتلال الكاذبة عن تاريخ جديد مضلل.
يقول ناجح بكيرات، المختص في شؤون القدس، إن القلعة كانت تدير شؤون القدس والأوقاف العثمانية كلها من مكاتب موجودة في القلعة، وكل الشؤون الإدارية والعسكرية مقرها القلعة.
ولقد رصدت سلطة الآثار (الإسرائيلية) 40 مليون شيكل لتنفيذ عملية تغيير معالم ضخمة كبداية لتوسيع خطة التهويد لتزوير التاريخ والعبث في برج قلعة باب الخليل أحد أهم معالم البلدة القديمة في القدس، ضمن مشروع تهويدي لتغيير المعالم الإسلامية العتيقة. وسينفذ المشروع التهويدي بمبادرة من مؤسسة “Clore Israel ” وبدعم من بلدية الاحتلال في القدس والحكومة (الإسرائيلية).
ومنذ احتلال القدس، عملت سلطات الاحتلال على ربط الحي اليهودي بالجزء الغربي من المدينة من خلال السيطرة على باب الخليل، وشن حملة حفريات شاسعة في المنطقة لتزوير التاريخ الإسلامي.