صالح الزحيكة
عندما يفكر أي شخص يملك رأسمال في مشروع يقوم به يتوجب عليه أن يقوم بدراسة جدوى يضع فيه ميزان للربح وميزان للخسارة ، وعلى ضوء النتائج المستخلصة ، إما ان يمضي قدما في ذلك المشروع او يعدل عنه.
تتهامس شخصيات مطلقة العنان لنفسها ، إمّا من تلقاء نفسها او مدفوعة من جهة أو جهات لخوض مغامرة او مقامرة “إن جاز لي التعبير” انتخابات بلدية ” متذرعة بان ذلك سوف يرفع الضرر عن كثير من المقدسيين.
وتبدأ ابواق تمهد لذلك ، بنشر تصريحات او كتابة موضوعات تنكأ عذابات المقدسيين وتنشر ارقاما واحصائيات عن حجم المبالغ من غرامات ومخالفات وضرائب ورسوم فرضتها البلدية عليهم منذ عام 1967 وحتى الآن ” أي منذ احتلال المدينة، بمعنى أصح وكما يقول المثل “حق أريد به باطل”.
نعود لدراسة جدوى المشاركة بالانتخابات مع نقاط ميزان الربح والخسارة نجد أن نقطة شرعنة قرارات الاحتلال سواء في برلمانه او حكوماته بشأن احتلال المدينة وضمها وأسرلتها، وحدها ترجح كفة ميزان الخسارة الكبرى في هذا المشروع وعدا ذلك فإنّ الإحصاء الرسمي لحكومة الاحتلال يوضح أن نسبة السكان المسلمين والمسيحيين في المدينة المقدسة هي الثلث ،بينما التعداد اليهودي يعادل ثلثي السكان في القدس بشطريها الشرقي والغربي.
هذا جانب ، والجانب الآخر يكمل الإحصاء “الإسرائيلي” إذ أنّ نسبة النصف من المقدسيين الفلسطينيين في القدس هي لجيل الشباب دون سن الـ 24.
بمعنى أدق حسب رأيي أنّ هذه الفئة العمرية لن تكون معنية بالانخراط بهذه الانتخابات ، لوجود أولويات كثيرة لدى هذه الفئة غير هذه الأولوية.
اكتفي بهذا القدر من عدم الجدوى لأنها لا ولن تكون في ميزان أو قبان الصالح الفلسطيني المقدسي، وبرأي متواضع أقترح لكل محب للقدس حقيقي أن يبحث عن بديل وهو موجود وفي متناول اليد تدعمه الشرعية الدولية ، وتدعمه الجهود والتضحيات التي بذلت في القدس بوجه خاص والوطن بوجه عام ألا وهو إعادة انتخاب أو تشكيل مجلس أمانة العاصمة القدس. أولسنا نطالب بالقدس عاصمة لدولة فلسطين.
ما ينقصنا هو الإرادة والتوجيه والضغط على المجتمع الدولي لمساعدة القدس واهلها في رفع الظلم والتمييز في الحقوق ….
فكروا بهذا الطريق فهو أسهل بكثير مما ستذهبون اليه ، فقط فكروا بالصالح العام من كل جوانب منطلقاته …..
فما ترومونه لن يكون لا في ميزان ولا قبان القدس وأهلها