ا

صلاح الزحيكه – القدس – 10/7/2023

تتمة للحديث عن مؤسسات المجتمع المدني  في القدس، تلقيت اليوم صباحًا مكالمة هاتفية من أحد الأصدقاء يقول لي خلالها: “أرجوك تدخل اعمل شيء تكلم اطلب من الدوائر المعنية، تحدث إلى رجال العشائر والعائلات الكبيرة، اطلب من المؤسسات (المعششة) في القدس والتي تأخذ مخصصات إما شهرية أو سنوية أو حسب المشروع الذي تقدمه لهذه الجهة او تلك، اطلب من كل هؤلاء أن يتدخلوا للوقوف في وجه جشع البعض من أصحاب العقارات الذين لا يكتفون فقط بتحصيل أجور باهظة مقابل استئجار بيت أو محل تجاري في القدس، بل يضعون شروطا تعجيزية كذلك “. 

وإليكم بعض الأمثلة على ذلك :

مؤسسة تطوعية تديرها مجموعة من النساء تعنى بمساعدة المحتاجين من خلال التبرعات التي تجمعها تشتكي من ان صاحب البيت طلب منهم زيادة في الإيجار الشهري من 700 دولار الى 1400 دولار. 

أحد المستأجرين توجه لاستئجار  منزل وهو موظف فطلب منه صاحب العقار دفع أجرة سنة مقدمًا.

أحد أصحاب الأبراج في القدس يطلب أجرة شهرية بقيمة 200 دولار ولا يكتفي بذلك بل يضيف شرطًا تعجيزيًا، وهو أن يدفع له المستأجر  أجرة سنتين مقدمًا. 

أحدهم طلب دفع الأجرة عن ثلاث سنوات مقدمًا. 

إلى أي مستوى وصلنا!؟، ومن أوصلنا إلى ذلك!؟، قد يقول أحدهم أنّ الاحتلال هو السبب، وآخر قد يتخصص فيقول أنّ رسوم البناء التي تحصلها منهم بلدية الاحتلال باهظة جدً، وقد يقول آخر أنّ تكاليف البناء مرتفعة، أو ثمن الأرض قد ارتفع لعشرات الأضعاف. 

هنا، سأذكر قصة حصلت قبل أكثر من 20 سنة أو يزيد، ورواها لي صديق فقال:” استدعاني أحد ضباط مخابرات الاحتلال إلى مركز التحقيق والشرطة في مبنى برأس العامود، والذي تحول الان إلى مبنى للمستوطنين ضمن المستوطنة التي اقاموها هناك على حساب اراضي المقدسيين، وبعد جولات من التحقيق أخذني الضابط إلى خارج مبنى مركز التحقيق، حيث الساحة الترابية هناك وقال: (اكمش كمشة) من التراب بكف يدك وهزها للأعلى 3 مرات، ثم سألني ضابط مخابرات الاحتلال: (ماذا بقي من حفنة التراب في كفك)، فقلت له: :بقيت عدة حصوات في كفي”،  وهنا ضحك رجل المخابرات وقال له: (هكذا سنجعلكم في القدس، لا يستطيع العيش فيها منكم إلا من يملك المال). 

رويت لكم هذه القصة لتعرفوا أنّ الجشعين والطماعين من أصحاب البيوت والعقارات والأبراج يساهمون في تهجير الشباب المقدسي، الذي يتأهل للزواج، إلى خارج القدس وكذلك هجرة العائلات والمؤسسات التي لا تقوى على دفع الايجارات الباهظة. 

فإلى كل ضمير حي من أصحاب العقارات والبيوت، راجعوا حساباتكم ولا تكونوا سببًا وعونًا للاحتلال على تهجيرنا من قدسنا الحبيبة والغالية على قلوبنا جميعًا.

وإلى دوائرنا المعنية ومرجعيات القدس، وما أكثرها، الأمر لا يكلفكم كثيراً، فقط حددوا حدود الأجرة الشهرية للمنازل حسب مساحة كل بيت وعمموا ذلك على أهالي القدس. 

وإلى رجال عشائرنا وعائلاتنا، ساهموا مع الناس وقفوا معهم في الحد من غلاء أجور البيوت وشكلوا مجلسًا للشكاوى.

وأنتم يا مؤسسات المجتمع المدني على مختلف اشكالها، الذين  باسم صمود ودعم اهالي القدس أنتم موجودون قفوا مع أهلكم وأوقفوا هجرة المدينة فالتاريخ لن يرحم.

وللحديث تتمة بإذن الله.