“وادي السيلكون”، قد يكون هذا العنوان في كل عواصم ومدن العالم، مرتبطٌ بالتطور والمشاريع العملاقة في مجال تكنولوجيا المعلومات، والتطور التقني، والآلاف من فرص العمل، ولكن، وفي القدس المحتلة، يرتبط هذا العنوان بمشروعٍ تهويدي يهدد قلبها النابض ويسعى لتقطيع أوصالها، وتغيير طابعها الحضاري العربي والإسلامي.

هذا المشروع الاستيطاني الذي تخطط بلدية الاحتلال لإقامته في حي وادي الجوز في القدس، تم بموجبه إعطاء 59 محل تجاري في الحي أوامر بالهدم، على يمين شارع الأقرب إلى البلدة القديمة، في الحي إلى الجنوب منه، لا يتوقف عن هذا الحد إذ من المتوقع أن تطال أوامر الهدم حوالي 100 محل في محيط الحي.

وبحسب عماد الزعانين، أحد أهالي وادي الجوز، فإنّ المشروع الاستيطاني يستهدف المنطقة الواقعة بين شارعي عثمان بن عفان والحريري، جنوب الحي، على قطعة أرض تبلغ مساحتها 250 دونم، تضم 250 محل تجاري، تقريباً، ويقدر عدد المتضررين من المشروع حوالي 1250 مقدسياً، ولا يتوقف الأمر عند ذلك إذ يهدد المشروع حوالي 350 منزلاً في الحي.

ويقول زياد الحموري، رئيس مركز القدس للحقوق والاقتصادية والاجتماعية، في تصريح لوكالة بيت المقدس: “سيؤدي هذا القرار الصهيوني للإضرار بالمئات من العائلات الفلسطينية التي تعتاش من هذه المحال التجارية، إذ أنّ لهذا الحي طابعه الخاص حتى قبل الاحتلال الصهيوني لشرق القدس، كحي صناعي تكثر فيه المحلات والكراجات، وما يسعى له الاحتلال اليوم لا يعدو عن كونه مشروعاً استيطانياً، إذ أنّ مخططات المشروع تتضمن بنايات مرتفعة جداً تضم العشرات من الطوابق، التي ستضم المكاتب، والمراكز المختصة بتكنولوجيا المعلومات، والتي ستكون بطبيعة الحال للمستوطنين، والمشاريع التابعة لبلدية الاحتلال في القدس”.

ويضيف الحموري: “من الملفت للنظر هنا أنّ هذه المنطقة ستكون الشوارع فيها بعرض يتراوح بين الـ 20 والـ 30 متراً، وذلك لخدمة المستوطنين وتنقلاتهم بين المنطقة والمستوطنات في غرب القدس، ووسطها، حيث أنّ هذا الطريق سوف يبتدئ حيث مقر وزارة داخلية الاحتلال، غرب القدس، وسوف يمر بعدد من المجمعات الحكومية للاحتلال الصهيوني، في الشيخ جراح، وغيرها، وسينتهي هذا الطريق بمستوطنة (معاليه هيزتيم) في رأس العمود، وبذلك سيكون مشروع (وادي السيلكون) والطريق التابع له مشروع متكامل لخدمة الاحتلال ومستوطنيه، وبطبيعة الحال سيكون لهذا المشروع أثر مدمر على تراث وتاريخ المنطقة بشكل كبير”.