في ظل حالة الفوضى التي تعتري المؤسسات الفلسطينية، التي تتبع السلطة الوطنية الفلسطينية بمختلف تنوعاتها الرسمية وشبه الرسمية في الأرض المحتلة عامة والقدس خاصة، برزت وخلال الأيّام الماضية أزمة إدارية جديدة، وهذه المرة، في مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني، في حي الصوانة، شرق البلدة القديمة، وتتلخص هذه الأزمة في محاولة جهات معينة لفرض سيطرتها وسطوتها على هذه المنشأة الفلسطينية المهمة، وهذا الصرح الوطني الكبير في القدس المحتلة، وتستمر تلك المحاولات المحمومة دون أي منطق قانوني يستند إلى اللوائح والأنظمة التي تنظم عمل المستشفى.

في هذا السياق يؤكد زياد الحموري، مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ضمن حديثٍ لوكالة بيت المقدس بأنّ هناك بعض الموظفين الذين حاولوا التمرد على قوانين المؤسسة، وقال الحموري:” كما سمعنا وفي اعتقادي يجب إجراء الانتخابات الدورية وعدم عرقلتها”.

يضيف الحموري: “اعتقد أنّ هنالك مجموعة من الموظفين غير المنضبطين حاولوا التمرد على قرارات المدير المكلف بإدارة هذا المستشفى ما أدى الى صدام يمكن احتواءه بحال عاد التحكيم والضبط إلى القانون الذي يحكم ويضبط ايقاع العمل على كافة الأصعدة الادارية والطبية والمالية وغيرها “.

ويختم الحموري حديثه قائلاً:” أتوجه الى رئيس هيئة الهلال الاحمر في رام الله الدكتور يونس الخطيب، وكذلك عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الأستاذ واصل أبو يوسف بأن يعيروا هذا الصرح الوطني الكبير المزيد من العناية والدقة بأي قرار يمكن اتخاذه”.

ختاماً، لا يذاع سراً إن قلنا بأنّ محاولات تقاسم المؤسسات الوطنية مستمرة، ولن تتوقف، من قبل البعض للاستحواذ على المؤسسات الوطنية بالقدس. يغذي تلك المحاولات وجود بعض المتنفذين من اصحاب المصالح، في مركز صنع القرار في رام الله، حيث غياب الرقابة والنزاهة على العمل الرسمي الفلسطيني.

سوف يبقى حال المؤسسات الوطنية في القدس كذلك عرضةً للاستحواذ والمحاصصة عليها، ما لم يستفق المجتمع المقدسي ويعمل على إيجاد مرجعية وطنية موحدة تحكم وتنظم العمل الرسمي والأهلي الفلسطيني في القدس، خط الدفاع الأول عن فلسطين والفلسطينيين.