القدس قبلة المتصوفين والعابدين، ومنارة العلماء والمتعلمين، هذا هو حال المدينة المقدسة، خلال السنوات الممتدة منذ الفتح الإسلامي للمدينة، وحتى سقوطها بيد الاحتلال البريطاني. 

أمّ القدس وسكن فيها، وفي تلالها ووديانها الآلاف من الصحابة، رضوان الله عليهم، والتابعين والعلماء، وغيرهم، فكانت المدينة وما حولها، مركزًا ثقافيًا ودينيًا وروحيًا. 

وحرص من سكن القدس من العباد والنساك على السكن والرباط والاعتكاف في المناطق الأقرب إلى المسجد الأقصى المبارك. 

ومن تلك المناطق، بلدة الطور، الواقعة على جبل الزيتون، المتاخم للسور الشرقي من المسجد الأقصى المبارك. 

ففي تلك البلدة اعتكفت المتصوفة رابعة العدوية، لعدة سنوات، كما أشارت العديد من المصادر التاريخية، وفي تلك المغارة التي اعتكفت بها، بنى العثمانيون مسجدًا ومقامًا، لا يزال شامخًا في الطور.