مول الدار، أحد أهم المجمعات التجارية في القدس، وفي شارع صلاح الدين تحديدًا، كان على موعدٍ مع غضبٍ مقدسي شعبي عارم، بعد خطوة تطبيعية جديدة قام بها أحد الوجوه التجارية في القدس.

وفي العودة لخلفيات المشهد، والذي تابعته وكالة بيت المقدس للأنباء، فقد بدأ الحدث بتاريخ 24/6/2023، بعد أن كشفت وكالة بيت المقدس عن تعاقد، عضو غرفة تجارة القدس، وصاحب مول الدار، مع شركات “تكنولوجيا معلومات” متعاقدة مع بلدية الاحتلال من أجل تأجير الطابق السادس من المجمع التجاري لصالحها.

تمخض عن إثارة القضية إعلاميًا، حراك مقدسي من عدد من الهيئات والجهات المقدسية، التي التقت نسيبة عدة مرات لثنيه عن خطوته التطبيعية، واستمر هذا الحراك لأكثر من أسبوعين، وفي كل الجلسات كان لدى نسيبة رد واحد، يتذرع به، مفاده بأنه لم يوقع مع بلدية الاحتلال بل وقع مع شركة ” We Work “.

وبعد أن تناهى الخبر إلى المقدسيين، بأنّ وفدًا من بلدية الاحتلال سيشارك في افتتاح الطابق السادس من مول الدار، أصدرت القوى الوطنية والشعبية في القدس بيانًا، هددت فيه نسيبة بطرده من كافة الهيئات الوطنية في حال إصراره على خطواته الشعبية، ودعت القوى خلال بيانها إلى رفض هذه الخطوة التطبيعية شعبيًا من أصحاب المجال التجارية في المول، ومن كافة المقدسيين.

ومع صبيحة يوم الاثنين، 17/7/2023، بادر أصحاب المحال التجارية في مول الدار إلى إغلاق محالهم وسكب الزيت المستعمل على مداخل وأدراج المول تعبيرًا عن رفضهم لهذا التصعيد التطبيعي، فيما أصدرت القوى الوطنية والإسلامية بيانًا تعلن خلاله عزل نسيبة من كافة المهام الوطنية التي كانت موكلة له.

أمّا الغرفة التجارية الصناعية في القدس، والتي يعد نسيبة أحد أبرز أعضائها، فقد أعلنت في بيانٍ لها عن عن عزل سامر نسيبة من عضوية الهيئة الإدارية فيها.

وامتدت ردات الفعل لتشمل أبرز المؤسسات العاملة للقدس، وأصدرت مؤسسة القدس الدولية بيانًا دعت خلاله إلى معاملة من يشارك في مثل هكذا مشاريع تطبيعية معاملة مسربي العقارات إلى الاحتلال الصهيوني، مشيرًا إلى أنّ هذا المشروع يأتي في سياق مشروع “وادي السليكون” التهويدي الذي يسعى الاحتلال لإتمامه.

ويبقى ما حدث، يوم الاثنين في القدس، والذي يترافق مع حملات التضييق على التجار المقدسيين من قبل الاحتلال، حلقةً من حلقات الصراع المستمر في القدس، والتي تتطلب، هي وغيرها، مزيدًا من العمل الشعبي الموجد، والدعم المثمر لصمود المقدسيين، والتغطية الإعلامية المنحازة للبلاد وأصحاب الحق فيها.