لا تتوقف إبداعات المقدسيين، أو عطاؤهم، عند حدود وطنهم، فعلى مدار تاريخ القضية الفلسطينية العديد من النماذج التي سطرت صفحات مشرفة من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني.

ومن تلك النموذج المصور المقدسي هاني جوهرية، والذي ولد في القدس خلال العام 1939، وأتم مرحلته المدرسية في مدارس المدينة، ومن ثم توجه لمصر للدراسة الجامعية، ومن ثم بريطانيا، وحصل هناك على عدة شهادات في مجالي السينما والتصوير السينمائي.

ترك جوهرية مدينة القدس في العام 1966، وخلال العام 1967 انتقل إلى العاصمة الأردنية، عمّان، وعمل في وزارة الإعلام الأردنية، وعمل في إنتاج برنامج الجريدة السينمائية عبر شاشة التلفزيون الأردني، وأنتج أفلام: الخروج في العام 1967، والأرض المحروقة 1968، وزهرة المدائن في العام 1969، وجسر العودة في العام 1969.

التحق جوهرية بصفوف الثورة الفلسطينية خلال العام 1967، ووثق بكاميرته، عبور الفدائيين عبر الأغوار ومعاناة اللاجئين في المخيمات، وأسس وحدة السينما والتصوير داخل حركة فتح، والتي سميت بـ “أفلام فلسطين”، وأنتج معها الفيلم التسجيلي “لا للحل السلمي” في العام 1969، وفي العام 1970 أنتج فيلم “بالروح بالدم”، كما أنتج فيلماً يوثق فيه إنشاء المدينة التعليمية لأبناء شهداء فلسطين في سوريا، بالعام 1974، تحت عنوان “على طريق النصر”.

ارتقى جوهرية شهيداً خلال غارة جوية لقوات الاحتلال الصهيوني على موقع كان يتواجد فيه لتصوير أحد أفلامه التسجيلية، في جبل لبنان، خلال العام 1976.