توفي اليوم الأحد في القدس المحتلة الأسير المقدسي المحرر سعيد عياش (أبو المجد)، عن عمرٍ ناهز الـ 68 عامًا.
ولد أبو المجد وترعرع في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، لأسرة كادحة تعمل في الزراعة، وفي عمر الـ 19 عامًا، وتحديداً في العام 1975 التحق بصفوف حركة فتح ضمن مجموعة فدائية، ضمت رفيقه وابن بلدته تحسين صبيح، والفلسطيني اللاجئ إلى مخيم اليرموك، أحمد حجازي، وتوجهت المجموعة إلى شمال فلسطين المحتلة لتنفيذ عملية اختطاف لحافلة جنود صهاينة في مستوطنة “أيالون” لمبادلتهم بأسرى في سجون الاحتلال، وبعد اشتباك مع الاحتلال تم اعتقال الـ 3.
نظرًا لإصابة أبو المجد بالرصاص في منطقة بعيدة عن رفيقيه، أعلنت مجلة “فلسطين الثورة” عن استشهاده، وتم الإعلان عن ذلك في القدس، ولكن ولدى نقل أبو المجد من سجن عكا إلى “المسكوبية” شاهده أقاربه في منطقة راس العمود، وتم الإعلان عن أنّه حي.
في العام 1985 تم الإفراج عن أبو المجد في صفقة التبادل التي عقدتها الجبهة الشعبية – القيادة العامة مع الاحتلال الصهيوني وعاد إلى القدس ليواصل نضاله فيها بمختلف الأدوات.
تزوج أبو المجد وتعرض خلال مسيرة حياته للعديد من الاعتقالات من قبل قوات الاحتلال، وفي العام 2011 ارتقى ابنه ميلاد شهيدًا برصاص الاحتلال خلال تصديه لاعتداءات المستوطنين على سلوان.
عمل الفقيد سعيد عياش في مجال الصحافة والترجمة والبحث ضمن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار)، كما عمل صحفياً في صحيفة القدس المقدسية، وأسس صندوق ميلاد، تيمنًا بابنه الشهيد، لدعم الطلاب المقدسيين.
وعن مكانة أبو المجد في قلوب المقدسيين من أبناء جيله من المناضلين والأسرى المحررين، يقول الكاتب والمحلل السياسي، نهاد أبو غوش: ” سعيد ( ابو المجد) ووالد الشهيد الطفل ميلاد، جارنا الذي يكبرنا ببضع سنوات كان أحد أبطال طفولتنا وشبابنا المبكر حين وصلت اخبار العملية التي نفذها مع رفيق دربه المرحوم تحسين صبيح، وقد وصلنا في البداية انه استشهد واقيم له بيت عزاء ثم جاءت اخبار انه في السجن وخلال السجن تبادلنا عشرات الرسائل”.
أمّا الكاتب والأديب المقدسي إبراهيم جوهر فقد قال في الفقيد: “صائد السّمك في بحر حيفا، والفدائي الذي يحمل قلب طفل وابتسامة ثاكل…له الرحمة وبقاء الذكرى”.
رحل أبو المجد، ليلتحق بميلاد، ومن بعده رفيقه في الكفاح تحسين صبيح، والذي توفي في العام 2016، وتبقى القدس ولادة، ويبقى المناضلون ملحاً للأرض.