
بدموع وحرقة قلب ودعت أم حمزة ابنها، في ساعات ما قبل الفجر، يوم الجمعة 18/8/2023، بعد رحلةٍ مع المرض والأوجاع والتداعيات الخطيرة التي عصفت بجسده النحيل على مدار عامين، بفعل رصاصة خبيثة من قوات الاحتلال في العشر الآواخر من رمضان في العام 2021.
“أخوي أحمد أبو سنينة الشهيد البطل … رفع راسنا، واحنا جبناه بالسرقة من عين كارم لهون غصبن عنهم”، كانت هذا قول شقيق الشهيد أبو سنينة، بعد أن تمكن مع ثلة من شبان القدس من جلبه إلى مستشفى المقاصد في بلدة الطور، ليتم تشييع جثمانه من هناك إلى مقبرة باب الأسباط بعد أن أُديت عليه صلاة الجنازة في محيط باب الأسباط، أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك.
والشهيد حمزة أبو سنينة مواطن مقدسي يبلغ الـ 30 من العمر، وهو من أهالي بلدة العيساوية، شمال القدس المحتلة، وهو أبٌ لطفلتين.
وأصيب أبو سنينة برصاص الاحتلال الصهيوني خلال مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال خلال صلاة التراويح من ليلة 26 رمضان في العام 2021، الموافق لتاريخ 7/5/2021، إذ كانت قوات الاحتلال الصهيوني تتحضر لتهيئة الظروف لعدوان “مسيرة الأعلام” التي فشلت بعد 3 أيام من إصابة أبو سنينة، لتتفجر بعدها معركة “سيف القدس”.
وكانت إصابة أبو سنينة بعيار معدني مغلف بالمطاط أفقده عينه اليسرى وتسبب بكسور متعددة في الجمجمة، مما تسبب له بعدة مضاعفات، زاد منها اعتقاله لعدة أيام من قبل قوات الاحتلال بعد خروجه من المستشفى، ولكن ومع صباح 30/6/2023، أصيب أبو سنينة بحالة تشنج قوية، خلال تواجده في المنزل، وتم نقله إلى مستشفى “هداسا العيساوية” ليتبين إصابته بجرثومة في الدماغ.
ومع تراجع الوضع الصحي لأبو سنينة تم نقل أبو سنينة إلى مستشفى “هداسا عين كارم” وبقي على أجهزة التنفس الاصطناعي، وتعطلت وظائف عدد من أعضاء الجسم، مثل: الكلى والكبد، بالإضافة للإصابة بتجلطات الدم، ليرتقي شهيداً، فجر الجمعة 18/8/2023.
وبارتقاء أبو سنينة يترفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية هذا العام إلى 226 شهيداً، منهم 10 من القدس المحتلة.
كانت أكبر أمنيات الشهيد أبو سنينة بعد ما فقد عينه وتشوه شكله بأن تعود ابنته لتقبله وتقعد في حضنه بدون الخوف منه، ولكن قدر الله فوق كل شيء، واصطفاء الله بالشهادة خير اصطفاء.