في مثل هذا اليوم من العام 2000، شهد المسجد الأقصى المبارك حدثاً محورياً كان له ما بعده في القدس وفلسطين والعالم العربي، حينما اقتحم وزير الزراعة الصهيوني “أرئيل شارون” آنذاك، المسجد الأقصى بحراسة من قوات الاحتلال.

استباقاً للاقتحام احتشد الآلاف من الفلسطينيين في باحات الأقصى، وتمكنوا من منع الاقتحام، لتقتحم قوات حرس حدود الاحتلال الأقصى في اليوم التالي وتتفجر انتفاضة الأقصى التي استمرت لنحو 5 من السنوات.

أدت العديد من العوامل لتفجر الانتفاضة، ومن تلك العوامل انسداد الأفق السياسي أمام المفاوض الفلسطيني في مسار التسوية السلمية، إذ باتت الشروط الصهيو – أمريكية أكبر من كاهل منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، وكانت حالة النموذج حضارة في تجربتي هبة الانفاق والانسحاب الصهيوني من جنوب لبنان.

وفي الوقت ذاته، عمل الاحتلال الصهيوني ومنذ تفجر الانتفاضة على زيادة شد الوثاق وتضييق الخناق على القدس، فكانت عرقلة وصول فلسطيني الضفة وغزة إلى الأقصى، وبناء جدار غلاف القدس، وغيرها من إجراءات الاحتلال.

تحل اليوم ذكرى الانتفاضة، ونحن أمام واقع جديد يبرهن على أنّ كافة جولات المواجهة مع الاحتلال، لا بد بأن تكون القدس والأقصى، عامل تفجير أساسي لها، وأنّ القدس قد باتت تعاني من واقع صعب يتطلب كافة أشكال الدعم لكافة أشكال الصمود والحياة في المدينة المحتلة.