
تحت عنوان “من يسيطر على جبل الهيكل سيسيطر على يهودا والسامرة”، نشرت جماعات “المعبد” المزعوم دعواتٍ لوقفة جديدة بموافقة من شرطة الاحتلال أمام السفارة الأردنية في تل أبيب، الخميس المقبل الموافق لتاريخ25/1/2024، تطالب فيها بطرد الأوقاف الإسلامية من المسجد الأقصى وفرض السيطرة اليهودية الكاملة عليه.
وجاء في نص الدعوة التي عممتها منظمة “أبناء جبل المعبد”: “أعداؤنا يدعون لحرب “طوفان الأقصى”، ونحن ندعو لـ”حرب الهيكل”، سنطالب بطرد إدارة الأوقاف الأردنية من جبل الهيكل، قلب قدس الأقداس، وقلب الشعب اليهودي!”
تأتي هذه الدعوة في سياق أجندة ومشروع لمنظمات “المعبد” والجماعات الاستيطانية وليست منعزلة عن سياق تاريخي من دعواتها لوضع اليد بشكل تام على المسجد الأقصى المبارك، وتحويله إلى مكان “توراتي” و”تلمودي” يهودي خالص.
ويرى الباحث المختص بالشأن “الإسرائيلي” محمد هلسة أنّ جماعات “المعبد” في هذه اللحظة التاريخية منعطفاً هاماً يجب أن يستثمر لمصلحة لإنجاز ما تطمح له من آمال في السيطرة على المسجد الأقصى.
ويقول هلسة في تصريحه الخاص بوكالة بيت المقدس الإخبارية: “ترى جماعات (المعبد) في وجود الأوقاف والسيطرة الأردنية عثرة أمام تحقيق هذه الآمال، ولذلك فهي تشدد دعواتها لرفع يد الأوقاف الإسلامية عن المسجد الأقصى، كآخر رمز من الرموز العربية والإسلامية، وإزالة دور الأوقاف في المسجد الأقصى وإن كان هذا الدور شكلياً مجرداً من كافة الصلاحيات، ولكن بالنسبة لهؤلاء فإنّ هذا الدور يعني الكثير ولربما كان العقبة الأساسية أمام إتمام أجنداتهم التهويدية في المسجد الأقصى”.
ويضيف هلسة: “مهم في الوعي الجمعي لجماعات (المعبد) موضوع سيطرة الأوقاف التي تتبع الدولة الأردنية على المسجد الأقصى المبارك، ليس بسبب ما تشكله من عقبة مادية أمام مخططات تهويد الأقصى، إذ تدرك تلك الجماعات أنّ الدور الأردني تجاه المسجد الأقصى، والمتمثل بوجد الأوقاف الشكلي، وتأتي محاولات إزالة وجود الأوقاف الإسلامية في الأقصى كخطوة نفسية معنوية لقطع كافة أواصر العلاقة العربية والإسلامية مع المسجد الأقصى المبارك”.
وفي النهاية، يمكن قراءة هذه الدعوات في سياق، أنّ خطوات ضمن مشروع تاريخي لتهويد الأقصى يتجدد ويتصاعد، يستثمر اللحظات التاريخية، وهذه اللحظة للانقضاض على كل ما هو عربي وإسلامي، وعلى البشر والحجر بالتزامن مع ما يجري في قطاع غزة، والحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال بكافة مؤسساته على كل ما هو فلسطيني.