أدى عشرات الآلاف من الفلسطينيين، اليوم الجمعة، صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، رغم العراقيل والإجراءات العسكرية المشددة التي فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط المسجد والبلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة.

وتمكن المصلون من الوصول إلى المسجد وأداء الصلاة في باحاته وساحاته الخارجية، وسط دعوات متواصلة للحشد والرباط في الأقصى، والتصدي لمخططات الاحتلال الإسرائيلي وجماعات المستوطنين الساعية إلى تهويده وفرض وقائع جديدة داخله.

ودعت الجهات الدينية والوطنية في القدس إلى عدم ترك الأقصى وحيدًا، مؤكدين أن المخططات التهويدية الجارية تهدف في جوهرها إلى هدم المسجد وإقامة ما يُعرف بـ”الهيكل” المزعوم.

ويأتي ذلك في أعقاب اقتحام عشرات المستوطنين، صباح أمس، باحات المسجد الأقصى، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال، حيث رددوا ترانيم تلمودية، وأدوا ما يسمى بـ”السجود الملحمي” في ساحاته، ضمن محاولات متكررة لفرض الطقوس التلمودية داخل المسجد.

وشهد المسجد، يوم الثلاثاء الماضي، انتهاكًا خطيرًا تمثل في أداء مستوطنين لصلوات تلمودية أمام قبة الصخرة، في تصعيد جديد لمحاولة نقل انتهاكاتهم من المنطقة الشرقية إلى مناطق أخرى داخل المسجد الأقصى.

وفي إطار ما يُسمى بـ”يوم الاستقلال”، وزعت جماعات استيطانية أعلام الاحتلال وملابس على المقتحمين، في محاولة لتكريس الطابع التهويدي داخل المسجد الأقصى. كما أطلقت تلك الجماعات المتطرفة عريضة لجمع توقيعات موجهة لوزير “الأمن القومي” في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، تطالبه بتنفيذ مطالب استفزازية تمس حرمة الأقصى خلال ما يُسمى بـ”يوم القدس”، المقرر في 26 أيار/مايو المقبل، والذي يشهد عادة اقتحامات واسعة للمستوطنين بمناسبة ذكرى احتلال الشطر الشرقي من المدينة.

وفي سياق متصل، فرضت قوات الاحتلال قيودًا مشددة على دخول المصلين، واحتجزت هويات العديد منهم عند بوابات المسجد وفي أحياء البلدة القديمة، ضمن سياسة ممنهجة لتقييد الوصول إلى الأقصى.