أصدر مركز معلومات وادي حلوة ، تقريره الشهري حول أبرز الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس خلال شهر أيار/مايو 2025، مسجلاً تصعيدًا واسعًا في عمليات القمع والاقتحامات، وارتفاعًا في أعداد الشهداء والانتهاكات بحق المقدسيين ومقدساتهم.

شهيدان مقدسيان واحتجاز للجثامين

وثق المركز استشهاد فتى وشاب من القدس خلال أيار، إلى جانب استمرار سياسة احتجاز جثامين الشهداء:

  • في 16 أيار/مايو، استُشهد الفتى محمد أبو لبدة (17 عامًا) من بيت حنينا، إثر إطلاق النار عليه عند باب السلسلة بزعم تنفيذه عملية طعن. وتم احتجاز جثمانه.
  • في 22 أيار/مايو، استُشهد فؤاد عليان (30 عامًا) من بيت صفافا، جراء دهسه عمدًا من قبل مستوطنين غرب المدينة، بينما كان برفقة ابن عمه على دراجة نارية. واحتجز الاحتلال جثمانه لأربعة أيام.

وأشار التقرير إلى أن سلطات الاحتلال لا تزال تحتجز جثامين 29 شهيدًا مقدسيًا، منذ عام 2016 وحتى أيار/مايو 2025، في ثلاجات الموتى أو ما يُعرف بـ”مقابر الأرقام”.

تصعيد خطير في المسجد الأقصى

شهد المسجد الأقصى تصعيدًا غير مسبوق خلال أيار، تمثل بزيادة عدد الاقتحامات، وأداء طقوس دينية علنية من قبل المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، حيث بلغ عدد المقتحمين أكثر من 6700 مستوطن.

وسجلت سابقة خطيرة في 12 أيار، حيث قام مستوطن بإدخال “قربان” (ماعز صغير) وأداء طقوس علنية داخل المسجد، بمناسبة ما يسمى بـ”عيد الفصح العبري الصغير”، وهي المرة الأولى منذ احتلال المسجد عام 1967.

وفي 26 أيار/مايو، تزامنًا مع ذكرى “النكسة” العبرية، اقتحم المسجد أكثر من 2090 مستوطنًا، بينهم وزراء في حكومة الاحتلال وأعضاء كنيست، حيث رُفعت أعلام إسرائيلية و”أعلام الهيكل”، وأُديت طقوس جماعية شملت الانبطاح والصلوات والرقص داخل ساحات المسجد، وسط تمديد غير معلن لفترة الاقتحامات.

في معظم أيام شهر أيار، وخاصة خلال الأعياد اليهودية، منعت قوات الاحتلال دخول المسلمين إلى الأقصى من ساعات الصباح وحتى ما بعد الثالثة والنصف عصرًا، تزامنًا مع اقتحامات المستوطنين.

توسعة استيطانية في “رباط الكرد”

اقتحمت طواقم إسرائيلية مشتركة في 5 أيار/مايو منطقة رباط الكرد (حوش شهابي) الملاصقة للمسجد الأقصى، وأزالت ألواحًا ومعدات بهدف توسعة ما يُعرف بـ”المبكى الصغير”، بقرار مباشر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

إغلاق مدارس الأونروا في القدس

بدأت سلطات الاحتلال في 8 أيار/مايو تنفيذ قرار حظر نشاط وكالة الأونروا داخل القدس، من خلال إغلاق ميداني لمدارس الوكالة، حيث اقتحمت قوات الاحتلال مدارس الوكالة في مخيم شعفاط وأحياء سلوان، وادي الجوز، وصور باهر، وأخلت الطلاب والمعلمين بالقوة، وعلقت قرارات إغلاق رسمية.

تخدم مدارس الأونروا في المدينة نحو 800 طالب وطالبة، وتعمل فيها أكثر من 60 معلمة ومعلمًا، وتغطي مراحل التعليم الأساسي والابتدائي.

استمرار اعتداءات المستوطنين

رصد التقرير مواصلة المستوطنين اعتداءاتهم ضد السكان المقدسيين، حيث تم توثيق:

  • دهس الشاب فؤاد عليان، واعتداء على ابن عمه براء.
  • إزالة قبر الشيخ أحمد الدجاني في مقبرة مأمن الله وتحويل المقام لمسكن خاص.
  • اقتحام مقر الأونروا في حي الشيخ جراح، ورفع الأعلام الإسرائيلية، بقيادة عضو الكنيست يوليا مالينوفسكي.

رقصة الأعلام: طقوس احتلالية واعتداءات

في ذكرى احتلال القدس حسب التقويم العبري، نظم المستوطنون مسيرة “رقصة الأعلام”، والتي مرت من باب العامود إلى البلدة القديمة، وسط أجواء استفزازية شملت الغناء والرقص وترديد شعارات عنصرية، والاعتداء على المقدسيين وممتلكاتهم.

جلسة حكومية إسرائيلية في سلوان

عقدت الحكومة الإسرائيلية جلسة رسمية في حي وادي حلوة بسلوان في يوم “توحيد القدس”، وسط قيود مشددة على السكان، شملت منع التجول وتقييد الحركة. وشارك رئيس الوزراء وأعضاء كنيست في جولة داخل الأنفاق والبؤر الاستيطانية.

27 عملية هدم و13 قرار إبعاد

وثق التقرير 27 عملية هدم وإغلاق، شملت منشآت سكنية وتجارية وزراعية، بزعم البناء دون ترخيص أو تشغيل عمال من الضفة.

كما أصدرت سلطات الاحتلال 13 قرار إبعاد ومنع سفر، استهدفت شخصيات مقدسية، وطالت الأقصى والبلدة القديمة والقدس عمومًا.

رفض دعوى بشأن مقبرة اليوسفية

في تطور قضائي، رفضت محكمة الصلح الإسرائيلية الدعوى المقدمة من لجنة المقابر الإسلامية ضد أعمال التجريف والهدم في مقبرة اليوسفية وصرح الشهداء قرب باب الأسباط، وقررت المحكمة عدم الاعتراف باللجنة كممثل قانوني للمسلمين، وفرضت غرامة مالية بقيمة 70,000 شيكل.