بيت المقدس الاخبارية –

أكدت محافظة القدس أن مشاركة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الليلة الماضية في افتتاح النفق الاستيطاني بحي سلوان جنوب المسجد الأقصى، إلى جانب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والسفير الأمريكي لدى دولة الاحتلال مايك هوكابي، تمثل عدوانًا مباشرًا على هوية المدينة الفلسطينية، وتواطؤًا فاضحًا مع مشاريع التهويد التي تستهدف الوجود الفلسطيني ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية.

وأطلق نتنياهو وروبيو سلسلة من المزاعم التي وصفت القدس بـ”العاصمة الأبدية وغير المنقسمة لإسرائيل”، في محاولة يائسة لتزييف التاريخ وسرقة هوية المكان، وقد وصف روبيو النفق بأنه “أحد أهم المواقع الأثرية على هذا الكوكب”، بينما زعم نتنياهو أن الاحتلال “يعيد اكتشاف ماضيه ويبني مستقبله على أساس القدس القديمة”، مشيدًا بقرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس، فيما وصف السفير الأمريكي مايك هوكابي المدينة بأنها “العاصمة غير المنقسمة لإسرائيل”، في تبنٍ كامل للرواية التهويدية المزيفة.

وأوضحت المحافظة أن قوات الاحتلال حوّلت منذ عصر أمس حي وادي حلوة إلى ثكنة عسكرية لإفساح المجال أمام الافتتاح، حيث أغلقت الطرق ونصبت السواتر الحديدية، تمهيدًا للكشف عن النفق الذي تسميه الجمعيات الاستيطانية “طريق الحجاج”، الممتد بطول 600 متر من ساحة باب المغاربة وصولًا إلى حائط البراق، وبينما يروّج الاحتلال لهذه الحفريات باعتبارها “اكتشافًا أثريًا”، فإنها في الحقيقة مشروع سياسي يهدف إلى فرض السيطرة الاستعمارية على قلب القدس القديمة.

وأفادت المحافظة أن النفق تم تنفيذه بتمويل حكومي إسرائيلي يقدر بـ50 مليون شيكل، ويمر تحت منازل حي وادي حلوة، بينما الشق الأول تم الانتهاء من حفره عام 2019 من عين سلوان وصولًا إلى منتصف طريق وادي حلوة، وتعرض جمعية المستوطنين “إلعاد” النفق على أنه “طريق الحجاج”، بينما هو في الواقع التاريخي ليس سوى شارع تاريخي عُرف باسم “الجبّانين” نسبة إلى صانعي الجبن أو “الطواحين”، ويمتد من باب العامود مروراً بطريق الواد وحارة المغاربة نزولاً نحو حي وادي حلوة وحتى عين سلوان، وقد غُطي بالبناء على مر القرون، إلا أن سلطات الاحتلال عملت على نبش بعض مقاطعه وتحويله إلى نفق استيطاني يخدم روايتها التوراتية المزعومة.

وأكدت محافظة القدس أن أبناء المدينة سيواصلون التمسك بأرضهم وهويتهم في وجه هذه المشاريع التهويدية، وأن القدس ستبقى فلسطينية عربية الهوية والانتماء، مهما حاول الاحتلال ومن يسانده تزوير التاريخ وفرض الوقائع بالقوة. ودعت المحافظة كل أحرار العالم، والأمم المتحدة، ومنظمة اليونسكو والدول الموقعة على اتفاقيات جنيف، إلى تحمل مسؤولياتهم أمام هذا العدوان السافر، والتحرك الجاد لوقف مخططات التهويد وحماية المدينة المقدسة وأهلها الأصليين.