في خطوة وُصفت بأنها الأخطر على مستقبل التسوية السياسية، صادقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، نهائيًا على مخطط استيطاني ضخم في المنطقة (E1) الواقعة شرق مدينة القدس المحتلة، بعد سنوات من المحاولات الفاشلة لتمريره بفعل الضغوط الدولية.

ووفقًا لما ذكرته حركة “السلام الآن” الإسرائيلية، التي ترصد النشاطات الاستيطانية، فإن المصادقة تمت “بسرعة غير مسبوقة”، وتشمل بناء 3,401 وحدة استيطانية، إضافة إلى إقامة مستوطنة جديدة باسم “عشآهل” تضم 342 وحدة ومبانٍ عامة.

وأضافت الحركة أن الخطة “ستقضي عمليًا على إمكانية قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا”، موضحة أن تنفيذها سيؤدي إلى تقسيم الضفة الغربية إلى شطرين، ومنع تطوير أي ممر يربط بين رام الله والقدس الشرقية وبيت لحم.

وأشارت إلى أن المشروع يأتي ضمن تصعيد استيطاني واسع، إذ أقرت حكومة الاحتلال منذ بداية عام 2025 بناء نحو 24,338 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، من بينها مخطط (E1)، مؤكدة أن ذلك جزء من سياسة تهدف لإحباط حل الدولتين نهائيًا.

وكان وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش قد اعتبر الأسبوع الماضي أن مشروع (E1) “يربط فعليًا مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس” ويقطع التواصل العربي بين شمال الضفة وجنوبها، واصفًا هذه الخطوة بـ”المسمار الأخير في نعش الدولة الفلسطينية”.

من جانبها، شددت محافظة القدس على أن المصادقة على المخطط تشكّل “خطرًا استراتيجيًا”، إذ ستؤدي إلى توسيع مستوطنة معاليه أدوميم وربطها بالقدس المحتلة، ما يحوّل القرى والمدن الفلسطينية إلى “تجمعات معزولة ومحاصرة”، مؤكدة أن هذا الواقع يكرّس نظام فصل عنصري ويفرض وقائع استيطانية دائمة.

ويُشار إلى أن سلطات الاحتلال حاولت تمرير هذا المشروع منذ تسعينيات القرن الماضي، لكنها واجهت معارضة دولية قوية، خصوصًا من الولايات المتحدة، قبل أن يُعاد تفعيله في عهد نتنياهو عامي 2012 و2020، وصولًا إلى المصادقة النهائية عليه اليوم.