
بعد عدة أيّام من انتهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ومع تصاعد اعتداءات المستوطنين ووزراء حكومة الاحتلال تجاه القدس والمسجد الأقصى والمقدسيين، شهدت مدرسة الراهبات الوردية في القدس تطورًا تهديديًا غير مسبوق، يعيد ملف “أسرلة التعليم” في القدس إلى الواجهة.
بدأ الحدث، ظهر أمس الخميس، خلال حفل تخريج لطلاب المدرسة، في مقرها ببيت حنينا، وخلال إحدى الفقرات التي تقدمها الطالبات رفعت إحدى تلك الطالبات العلم الصهيوني، وسط حالة من الصدمة والذهول من أهالي الطلاب، الذين سارعوا لرفض هذا المشهد، وخلال عدة دقائق توافد العشرات من المقدسيين إلى المدرسة، وبدأوا باعتصامٍ شعبي طالبوا خلاله بدايةً بإقالة إبراهيم فلتس رئيس مجلس إدارة المدارس الكنسية، وإقالة السير لوسي مديرة مدرسة راهبات الوردية، ومن ثم تطورت المطالب لتصل إلى أخرى متعلقة بالسياسات العامة للمدرسة.
حاولت إدارة مدرسة الراهبات الوردية تبرير ما جرى عبر عدة روايات منها فخرجت المدرسة ببيانٍ قالت خلاله أنّ ما جرى كان فقرة ضمن مسرحية تمثل “صراع الحضارات”، ولكن هناك عدة العديد من علامات الاستفهام التي تدور حول ما جرى، وحقيقته، فبحسب شهود عيان من داخل المدرسة، تبين وجود “لارا مباريكي”، مسؤولة قسم التعليم في البلدية، ضمن الحضور في حفل التخريج، ما قد يشير إلى أنّ “رقصة رفع العلم” كان ارضاء لها.
وردًا على ما جرى في المدرسة ضجت وسائل التواصل الاجتماعي وعمّت أجواء السخط والغضب في الأوساط الشعبية المقدسية والفلسطينية، وصدرت عدة بيانات رفض واستنكار لما حصل فيها، فأكدت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في بيان لها أنّ ما حدث في المدرسة حدثٌ مرفوض يتماهى مع الاحتلال، وقالت أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية الرواية الوطنية للتعليم في القدس.
وطالبت الهيئة العليا للعمل الوطني والشعبي في القدس مدرسة راهبات الوردية إلى تقديم الاعتذار إلى الشعب الفلسطيني ومراجعة سياساتها في الفترة الأخيرة، والعدول عن التنازلات التي قُدمت من طرف المدرسة والتي كان آخرها الموافقة على إدخال المنهاج الإسرائيلي، وكذلك إلى اتخاذ اجراءات عقابية بحق المسؤول عن هذه الأنشطة وفق اللوائح المعمول بها.
ودعا المجلس التنسيقي للتعليم في القدس إدارة مدارس الراهبات الوردية إلى الاعتذار الواضح والصريح واتخاذ الإجراءات العقابية الرادعة بحق المسؤولين عن تنظيم هذه الفعالية، مطالبًا المعلمين باتخاذ دورهم القيادي والتربوي ورفض هذه الأنشطة، وتحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية، والحرص على الفعاليات الوطنية الرافضة للتطبيع.
وفي الوقت ذاته، أمهل تجمعٌ مكون من عدد من النشطاء المقدسيين وأهالي طلاب مدارس الراهبات الوردية إدارة المدرسة، حتى يوم السبت، للاستجابة لمطالبهم وجاء في نص المطالبة، التي حلصت وكالة بيت المقدس على نسخة منها:
بعد مشاهدة الفيديوهات التي تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وبعد التدقيق في الحدث توجه مجموعه من خيرة شباب القدس تضم كل أطياف المجتمع المقدسي بجميع فئاته إلى المدرسة وبعد اجتماع مع إدارة المدرسة تم الاتفاق على ما يلي:
أولًا: أن يحاسب كل من كان له دور في تنسيق هذه المسرحيه اللاوطنية.
ثانيًا: أن يتم ايقاف برنامج “البيجروت” في المدرسة ابتداءً من السنه الدراسية القادمة وكل من يرغب من الأهل أن يعلم أبناءه برنامج البيجروت أن يرسله إلى مدرسة أخرى.