بيت المقدس الإخبارية –

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، منطقة جبل البابا في بلدة العيزرية شرق مدينة القدس المحتلة، وسط انتشار عسكري مكثف، وشرعت بتسليم عشرات إخطارات الهدم والإخلاء لمنازل ومنشآت سكنية تعود لعائلات فلسطينية في التجمع البدوي.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال حاصرت المنطقة منذ ساعات الصباح، قبل أن تشرع في توزيع قرارات الهدم والإخلاء على السكان، في خطوة وُصفت بأنها جزء من حملة ممنهجة تستهدف تفريغ المنطقة من سكانها الأصليين لصالح توسيع المستوطنات.

الأهالي يحذرون من كارثة إنسانية

في تصريحات لمراسلنا، أكد عدد من سكان جبل البابا أن هذه الإجراءات تأتي ضمن سياسة تضييق مستمرة تهدف إلى تهجيرهم قسرًا من أراضيهم. وقال أحد الأهالي: “نعيش منذ سنوات في مواجهة مخطط لاقتلاعنا من أرضنا. إذا نُفذت قرارات الهدم، سنكون بلا مأوى، وهذا يعني كارثة إنسانية حقيقية”، مضيفًا أن الأهالي يتمسكون بحقهم في البقاء على أراضيهم رغم الضغوطات.

جبل البابا ضمن مشروع “E1” الاستيطاني

يُعتبر جبل البابا واحدًا من التجمعات البدوية المهددة بالإزالة في إطار المشروع الاستيطاني الإسرائيلي المعروف باسم “E1”. ويهدف المشروع إلى توسيع مستوطنة “معاليه أدوميم” وربطها بالقدس، ما يؤدي إلى عزل شمال الضفة الغربية عن جنوبها وقطع التواصل الجغرافي بين القدس وبقية مدن الضفة، في خطوة تهدد بشكل مباشر إمكانية قيام دولة فلسطينية متصلة الأطراف.

ويرى خبراء أن تنفيذ هذا المخطط يعني “تقويض حل الدولتين بشكل كامل”، إذ يحوّل الضفة الغربية إلى جزر معزولة تحت السيطرة الإسرائيلية.

تحذيرات حقوقية محلية ودولية

من جانبها، حذّرت منظمات حقوقية من تبعات هذه الخطوة، مؤكدة أن عمليات الهدم والإخلاء التي تستهدف تجمع جبل البابا تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر التهجير القسري للسكان تحت الاحتلال.

وقالت مؤسسة حقوقية فلسطينية في بيان لها: “ما يجري في جبل البابا ليس مجرد إجراءات إدارية، بل سياسة ممنهجة تهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافي على الأرض لصالح الاستيطان، وهو ما يرقى إلى جريمة حرب وفق اتفاقية جنيف الرابعة”.

وفي السياق نفسه، دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في مناسبات سابقة سلطات الاحتلال إلى وقف مخطط “E1″، محذرين من أن المضي فيه سيقضي على أي أمل بحل سياسي عادل.

مع استمرار توزيع إخطارات الهدم والإخلاء وتصعيد الضغوط على أهالي جبل البابا، يواجه التجمع البدوي واحدة من أخطر مراحل التهجير القسري في الضفة الغربية، في ظل غياب أي مؤشرات على تدخل فاعل لوقف هذه السياسة التي تهدد النسيج الجغرافي والديموغرافي لفلسطين.